إغلاق مكتب “البوليساريو” في دمشق: انتصار دبلوماسي جديد للمغرب

0
39

في خطوة رمزية قوية، قررت السلطات السورية إغلاق المكتب الذي كان يشغله انفصاليو “البوليساريو” في العاصمة دمشق، وهو ما يُعدّ نهاية رسمية لوجود الجبهة الانفصالية على الأراضي السورية. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع زيارة وفد مغربي تقني إلى دمشق للتحضير لإعادة فتح السفارة المغربية هناك.

وقد تم التأكد من إغلاق المكتب الواقع في حي الصالحية بشارع رفيق التميمي، حيث شوهد المدخل موصداً بسلسلة وقفل، في إشارة واضحة إلى القرار السوري الرسمي. ويُعتبر هذا الإجراء أول تجلٍّ عملي لمسار التقارب بين الرباط ودمشق، الذي أُعلن عنه خلال قمة بغداد العربية بقرار من الملك محمد السادس.

ويؤكد الأستاذ عز الدين حنون، أستاذ القانون العام بجامعة ابن طفيل، أن هذا التطور يمثل “منعطفاً دبلوماسياً هاماً”، ويعكس تسارعاً في دعم المجتمع الدولي والإقليمي لمغربية الصحراء، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020، وتوالي افتتاح القنصليات في مدينتي العيون والداخلة.

ويرى الخبير أن القرار السوري يعكس أيضاً تزايد عزلة الجزائر داخل الفضاء العربي، حيث تبقى الداعم الوحيد للبوليساريو. ويشير إلى أن تحولاً مماثلاً في موقف موريتانيا المرتقب قد يجعل الجزائر في عزلة تامة في هذا الملف داخل جامعة الدول العربية.

ويُعتبر هذا التحول أيضاً بمثابة رسالة تقدير للموقف المغربي الثابت تجاه سوريا، إذ حافظ المغرب منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 على توازن بين إدانة العنف، ودعم الحلول الأممية، وتقديم المساعدات الإنسانية، مع الحفاظ على مبادئه الثابتة في احترام سيادة الدول.

في المجمل، يُعد هذا القرار انتصاراً جديداً للدبلوماسية المغربية، التي تواصل تحقيق مكاسب إقليمية ودولية، بفضل نهج متزن يقوم على الشرعية التاريخية، واحترام القانون الدولي، وتنويع الشراكات والتحالفات.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا