إحياء ذكرى معركة أنوال: لحظة بارزة في النضال الوطني من أجل الاستقلال

0
18

يحتفل الشعب المغربي، يوم الاثنين 21 يوليو 2025، بالذكرى الرابعة بعد المئة لمعركة أنوال المجيدة، رمز المقاومة البطولية ضد الاحتلال الاستعماري، بقيادة البطل الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي.

لقد شكّلت هذه المعركة، التي وقعت عام 1921 في منطقة الريف، انتصارًا تاريخيًا للمقاومين المغاربة على القوات الإسبانية. وبفضل تنظيم محكم وتكتيكات حرب العصابات الفعالة، ألحق رجال الخطابي هزيمة موجعة بالمستعمرين، مما أجبر الجيش الإسباني تحت قيادة الجنرال سيلفستر على التراجع بشكل فوضوي.

وأكد المجلس الأعلى للمقاومين أن هذه الملحمة تندرج ضمن استمرارية النضال التي بدأت في أوائل القرن العشرين، لا سيما من خلال المقاوم محمد أميزيان الذي استشهد في ميادين الشرف عام 1912.

تميز نضال محمد بن عبد الكريم بقدرته على توحيد قبائل الشمال وإرساء استراتيجية سياسية وعسكرية منظمة، كان لها صدى واسع داخل المغرب وخارجه. وقد اضطرت القوات الإسبانية، بعد تكبدها خسائر فادحة، إلى الدخول في مفاوضات مع المقاومين للحد من الأضرار.

وبعد التحالف بين القوات الفرنسية والإسبانية، استمر الخطابي في القتال لمدة عام كامل، إلى أن قرر، في 26 مايو 1926، الاستسلام حفاظًا على أرواح المقاتلين، منهياً بذلك مرحلة النضال المسلح.

وأشار المجلس الأعلى إلى أن هذه المعركة ألهمت حركات التحرر الوطني في مختلف أنحاء العالم. وقد تبعتها مراحل أخرى من المقاومة الوطنية، منها رفض “الظهير البربري” عام 1930، وتقديم “وثيقة المطالبة بالاستقلال” عام 1944، وصولاً إلى عودة الملك محمد الخامس من المنفى ونيل المغرب لاستقلاله عام 1956.

وبمناسبة هذه الذكرى، سينظم اجتماع تأبيني في إقليم الدريوش، يتضمن تكريم المقاومين القدامى وتقديم الدعم المالي لأسرهم. كما ستقام فعاليات ثقافية وتربوية في عدة جهات من المملكة.

وتغتنم عائلة المقاومة هذه المناسبة لتجديد ولائها الثابت للعرش العلوي، والتزامها بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتأكيد دعمها القوي للمبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، التي تحظى بتأييد دولي واسع كحل واقعي وموثوق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا