كان الحوار مع صديقي يجري في مجرى معقد حول النفوذ الأميركي وتأثيره على العالم. معارضته لفكرة تراجع الهيمنة الأميركية جعلت النقاش غنيًّا بالتفاصيل. أضاف إلى ذلك تأكيده على أن الحديث عن تراجع أميركا يذكرنا بكلمات قديمة قالها ماو تسي تونغ والتي بدت وكأنها قيلت اليوم. كان يرى أن أميركا مرت بتحديات كبيرة لكنها عادت أقوى، وأن المركز الاقتصادي للولايات المتحدة ما زال قويًّا، بينما الصين، على الرغم من نموها، لم تستطع أن تحقق الهيمنة التي تسعى إليها.
ركز صديقي على النقاط التالية:
- التاريخ والعقبات: أميركا واجهت أزمات اقتصادية في مراحل مختلفة من تاريخها، مثل فترة الثمانينيات من القرن التاسع عشر وأزمة الكساد الكبير في الثلاثينيات، ثم في السبعينيات، لكنها دائمًا تعافت وعادت قوية.
- النفوذ والتفوق: رغم التحديات الاقتصادية، ظل المركز الاقتصادي لأميركا قويًّا، فهي تحتفظ بحصة كبيرة من الإنتاج العالمي.
- القوة الثقافية والفكرية: بالنسبة له، فإن قوة أميركا لا تقتصر على الاقتصاد والجيش فقط، بل تمتد إلى تأثيرها الثقافي والفكري. بينما الصين، رغم قوتها الاقتصادية، تفتقر إلى القوة الثقافية التي تمتلكها أميركا.
- المرونة والابتكار: يرى أن النظام الأميركي أظهر قدرة على التكيف مع التحديات، وتاريخ أميركا مليء بالأزمات التي تجاوزتها بمرونة.
وفي المقابل، كان لديك بعض النقاط التي تشدد على:
- التناقضات الاقتصادية: الإشارة إلى أن الأرقام قد تكون خادعة وأن هناك تناقضات حقيقية في النمو والتوزيع، إضافة إلى هشاشة الاقتصاد المالي مقارنة بالاقتصاد السلعي.
- الانتقادات والتحديات: تطرقك إلى أن التأثير العسكري والسياسي لأميركا يمكن أن يكون عبئًا عليها، وهو ما أشار إليه بول كيندي بشأن تكاليف التمدد.
- التحديات الصينية: بينما الصين في صعود، هناك تحديات تواجهها، بما في ذلك الحفاظ على النمو وتحقيق نصيب عادل من الناتج القومي.
الاختلاف بينكما يعكس جدلًا واسعًا حول دور أميركا في العالم ومكانتها، وهو نقاش يجمع بين التحليل الاقتصادي والواقعية السياسية.