شهد المغرب خلال صيف 2025 ارتفاعًا مقلقًا في عدد حالات الغرق على شواطئه ومناطقه المائية، حيث تم تسجيل أكثر من 14.000 حالة غرق بين فاتح ماي ومنتصف يوليوز، من بينها 49 حالة وفاة و21 مفقودًا، حسب معطيات رسمية صادرة عن المديرية العامة للوقاية المدنية.
ورغم تدخل فرق الإنقاذ في الوقت المناسب لإنقاذ أكثر من 13.970 شخصًا، إلا أن الأرقام تكشف عن فجوة خطيرة بين المناطق المراقبة وغير المراقبة. فقد سُجّلت 33 حالة وفاة و18 مفقودًا في شواطئ غير خاضعة للمراقبة، مقابل 16 وفاة و3 حالات اختفاء فقط في الشواطئ التي تتوفر على خدمات الحراسة والإنقاذ.
شواطئ مكتظة وخطر متزايد
تشير الأرقام إلى أن بعض المناطق، مثل الدار البيضاء-سطات، سجّلت أرقامًا مرتفعة جدًا، بما يفوق 3000 حالة غرق، ما يعكس حجم الضغط على الشواطئ خلال فترة الصيف، خاصة في ظل موجات الحر التي تدفع المواطنين نحو البحر هربًا من درجات الحرارة المرتفعة.
الأسباب متعددة:
- التهور وعدم احترام تعليمات السلامة.
- السباحة في أماكن غير مهيأة أو ممنوعة.
- ضعف التوعية بثقافة الوقاية لدى فئات واسعة، خاصة الشباب.
- غياب تجهيزات كافية في بعض الشواطئ والمناطق النائية.
- لجوء الأسر ذات الدخل المحدود إلى شواطئ « غير منظمة » بسبب ارتفاع تكاليف الشواطئ الخاصة أو البعيدة.
جهود الوقاية المدنية
قامت الوقاية المدنية، بدعم من السلطات المحلية والجماعات، بنشر آلاف المنقذين الموسميين، وتوفير معدات حديثة مثل الزوارق النفاثة (جيتسكي)، والطائرات المسيرة (درون)، والدراجات الرباعية، خاصة في الشواطئ الأكثر ازدحامًا مثل عين الذئاب في الدار البيضاء.
ورغم ذلك، تبقى التحديات قائمة في ظل تزايد أعداد المصطافين وتوسع الشواطئ غير المراقبة.
نداء للوعي والمسؤولية
بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق (25 يوليوز)، تجدد الوقاية المدنية دعوتها للمواطنين إلى احترام تعليمات المنقذين، تفادي السباحة في المناطق الممنوعة، ومراقبة الأطفال وعدم تركهم وحدهم في الماء.
الغرق ليس قدَرًا، بل في كثير من الأحيان نتيجة للإهمال أو قلة الوعي. السلامة مسؤولية الجميع.