تمثل أفغانستان، تاريخياً، مفترق طرق الحضارات، حيث كانت محطة هامة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بأوروبا عبر آسيا، وهي أيضاً همزة الوصل بين وسط وجنوب آسيا. ووسط آسيا، الغنية بمصادر الطاقة مثل الغاز والنفط، وجنوبها، حيث تعاني باكستان والهند من نقص في الطاقة، يعزز دور أفغانستان كمركز رئيسي لنقل الطاقة.
في هذا السياق، أعادت كابل تأكيد دورها الحضاري القديم من خلال تدشين مشروع « تابي » لنقل الغاز، الذي جرى إطلاقه أمس الأربعاء على الحدود بين أفغانستان وتركمانستان، بحضور رئيس وزراء حكومة طالبان، ملا حسن آخوند، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، عبد الغني برادر، ووزير المناجم، وعدد من أعضاء الحكومة.
سوف يبدأ العمل رسمياً في الجزء الأفغاني من خط أنابيب الغاز في ولاية هرات. ووفقاً لذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي لحكومة طالبان، فإن المرحلة الأولى من المشروع ستنطلق من هرات، مؤكداً أن « انتقال الغاز سيكون لصالح الشعب الأفغاني ».
يُعتبر مشروع « تابي »، الذي يُشير اسمه إلى الأحرف الأولى لدول المشاركة فيه، من المشاريع الإقليمية الضخمة الواعدة لنقل الغاز بين وسط وجنوب آسيا، حسب موقع وزارة المناجم الأفغانية.
يبلغ الطول الإجمالي لخط أنابيب الغاز « تابي » 1814 كيلومتراً، يمر عبر ولايات هرات وفراه ونيمروز وهلمند وقندهار في أفغانستان، حيث يمتد داخل الأراضي الأفغانية على مسافة 816 كيلومتراً. ومن ثم يتواصل الخط عبر كويتا ومولتان في باكستان، وصولاً إلى مدينة فزيلكا في الهند.
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 22.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينقل حوالي 33 مليار متر مكعب من الغاز، مع تخصيص 500 مليون متر مكعب لأفغانستان، بينما يتم توزيع الباقي بين باكستان والهند.
وفقاً لهمايون أفغان، المتحدث الرسمي لوزارة المناجم والبترول، فقد تم اتخاذ جميع الاستعدادات لبدء هذا المشروع الذي سيوفر فرص عمل لآلاف الأشخاص بشكل مباشر وغير مباشر. وأضاف أنه من المتوقع بدء العمل الفعلي في المشروع بدءاً من أمس، مما سيمكن البلاد من الحصول على طاقة رخيصة ومستدامة.


