من خلال لوحتين عن قضايا المرأة، شاركت الفنانة الشابة رقية سيدي أحمد لأول مرة في معرض فني، منذ انطلاقها في هذا المجال قبل 3 سنوات.
اكتشفت رقية موهبتها في الرسم التشكيلي أثناء فترة الحجر الصحي التي فرضتها جائحة كوفيد-19 عام 2020.
كانت بدايات رقية في الرسم تقتصر على رسم الأشكال، قبل أن تتبلور لديها فكرة “مشروع فنانة” تناصر قضايا المرأة، وعلى وجه الخصوص المرأة الموريتانية.
عبرت رقية خلال مشاركتها في المعرض عن قوة المرأة الموريتانية وصمودها أمام جميع الظروف. وفي لوحة من لوحاتها، رسمت امرأة تمسك بستة أذرع تحمل في آن واحد قلماً بإحداها وطفلاً بالأخرى، ومكنسة بثالثة، وأداة طبخ بالرابعة، في حين تمسك بالباقيتين مدقة المهراس.
أما اللوحة الأخرى فتجسد امرأة تمر بحالة من الاكتئاب والحزن، داعيةً إلى مراعاة الظروف التي تمر بها المرأة.
تقول رقية لـ”سكاي نيوز عربية”: “أحاول دائماً من خلال أعمالي، تسليط الضوء على قضايا المرأة الموريتانية، ليروا الجميع القوة التي تتمتع بها. لدي رسائل أخرى أحاول توصيلها من خلال الفن التشكيلي، وستُعرض قريباً.”
تشكل المشاركة في المعارض فرصة كبيرة للفنانين في هذا المجال لنقل رسائلهم وتأكيد أن الفن التشكيلي قضية، خاصة في مجتمع يعتبر معظمه أن الرسم لا يعدو كونه نوعاً من مضيعة الوقت، بحسب مريم بنت أحمد داداه، فنانة تشكيلية.
توضح مريم لـ”سكاي نيوز عربية”، أنها اكتشفت موهبتها في هذا المجال عام 2018، مشيرةً إلى أنها نذرت ريشتها “لأكثر القضايا التي تعاني منها أغلب المجتمعات العربية وخاصة موريتانيا”، في إشارة منها إلى “العنف ضد المرأة”.
تقول مريم: “الفن التشكيلي يحتاج لفتة كبيرة”، مشيرةً إلى أن “ممارسته هنا أشبه بمخاطبة شخص بلغة لا يفهمها”.
وتضيف: “الفن التشكيلي إذا ما تأملناه جيداً، وجدناه أصدق ترجمة للأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وأبلغ التعابير عن واقع الشعوب”.
من جهتها، تقول الفنانة حنان بنت عثمان إن الجدران الموريتانية لا تتزين إلا باللوحات التي تتعلق “بالطبيعة والتراث”.
وتضيف بنت عثمان: “نادراً ما يهتم الموريتانيون باللوحات التي تتعلق بقضايا المرأة”، مشيرةً إلى أن تلك اللوحات لا يمكن تسويقها إلا في الدول المجاورة مثل السنغال والمغرب العربي.
ولفتت في تصريحها الخاص إلى أنه توجد “اهتمام ضئيل” من طرف بعض الفنادق والمطاعم بتلك اللوحات خلال الآونة الأخيرة.