في يوليو/تموز الحالي، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تسريب بيانات تفصيلية لأكثر من ألفي جندي في القوات الجوية الإسرائيلية من قِبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وصفت الصحيفة هذا التسريب بأنه “كابوس سيبراني”، حيث تضمنت الملفات، التي تمتد لأكثر من 200 صفحة، معلومات حساسة تشمل الأسماء الكاملة للجنود، قواعد عملهم، أرقام هوياتهم، أرقام هواتفهم المحمولة، عناوين بريدهم الإلكتروني، حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أسماء أفراد عائلاتهم، وأحيانًا كلمات المرور، وأرقام لوحات السيارات، وأرقام بطاقات الائتمان، وبيانات الحسابات المصرفية.
خلفية التسريب
تم إعداد هذه الملفات ضمن عمليات سيبرانية لجمع المعلومات الاستخبارية، وتم نشرها على منصات القرصنة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأعيد الآن نشرها ومشاركتها مع مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين الدوليين. تأتي هذه الهجمة في سياق الحرب السيبرانية المستمرة بين حماس وإسرائيل.
التطور في الحرب السيبرانية
كشفت حماس في مايو/أيار 2021 عن جهاز الحرب الإلكترونية (سلاح السايبر) التابع لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، والذي أُطلق عام 2014 بعد معركة “العصف المأكول”. كان جمعة الطلحة، الذي استشهد في حرب سيف القدس عام 2021، هو من أشرف على تأسيس هذا الجهاز وقاد بنفسه هجمات سيبرانية استهدفت منشآت حيوية وعسكرية إسرائيلية.
تفاصيل الهجمة وآثارها
تضمنت الملفات معلومات تفصيلية جمعتها برمجية آلية تُعرف باسم “بروفايلر”، التي تتيح جمع ومقارنة ودمج المعلومات الاستخبارية من المصادر المفتوحة. تمكنت حماس من جمع معلومات شخصية دقيقة عن آلاف الأفراد الذين يخدمون أو خدموا في شتى قواعد القوات الجوية الإسرائيلية.
التأثير المحتمل
تصنّف هذه العملية على أنها “اختراق ثم تسريب” (hack and leak)، حيث يتم اختراق الضحية المحتملة، ثم نشر البيانات المُستخلَصة بهدف التأثير في معنويات ونفسية العدو. تتيح هذه التسريبات إمكانية تنفيذ هجمات احتيال موجهة (spear-phishing) وهجمات الهندسة الاجتماعية (social engineering)، مما يزيد من احتمالات نجاح الهجمات المستقبلية على الجنود الإسرائيليين.
عمليات تجسس سيبراني سابقة
تركز فصائل المقاومة الفلسطينية على جمع المعلومات الاستخبارية عبر عمليات التجسس السيبراني على دولة الاحتلال. ففي عام 2018، أخفت الوحدة السيبرانية لحماس برمجيات التجسس داخل تطبيق يشارك نتائج مباريات كأس العالم 2018، مما منحها إمكانية جمع معلومات حساسة عن المنشآت والمعدات العسكرية الإسرائيلية. وفي أبريل/نيسان 2022، نفذت حماس عملية تجسس سيبرانية معقدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما أشارت شركة سايبريسون الإسرائيلية المتخصصة في استخبارات التهديدات السيبرانية.