في تطور سياسي كبير بفرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه لن يستقيل من منصبه مهما كانت نتائج الانتخابات العامة المبكرة المزمع إجراؤها في 30 يونيو/حزيران، وذلك عقب تصدر اليمين المتطرف الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وأكد ماكرون خلال مقابلة مع صحيفة « لوفيغارو » أنه لن يقبل طلب الاستقالة في حال فوز حزب « التجمع الوطني » اليميني المتطرف، مشيرًا إلى أن « السياسة ديناميكية » وأن الدستور وموقع الرئيس واضحان بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.
من جانبه، دعا رئيس حزب الجمهوريين اليميني، إريك سيوتي، إلى إقامة تحالف غير مسبوق مع اليمين المتطرف، في خطوة قد تحدث تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الفرنسي. تأتي هذه الدعوة بعد فوز ساحق للتجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية، في ظل الانقسامات التي تعانيها المعارضة اليسارية قبل الانتخابات المبكرة.
وفي حديثه لقناة « تي إف 1 » الفرنسية، صرح سيوتي بأن التحالف مع التجمع الوطني ضروري مع الحفاظ على هوية حزب الجمهوريين. هذه الدعوة لاقت انتقادات حادة من داخل حزبه، حيث طالبه بعض الأعضاء بمغادرة منصبه معتبرين أن ما أعلنه هو خيار شخصي. كما اتهمه وزير الداخلية جيرالد دارمانان بأنه يلطخ شرف العائلة الديغولية.
على الجانب الآخر، رحب التجمع الوطني بالدعوة واعتبرها « انتصارًا جديدًا » و »خيارًا شجاعًا ». وأشادت مارين لوبان، زعيمة المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني، بهذه الخطوة، مشيرة إلى أن « أربعين عامًا من الإقصاء الزائف تتلاشى بعدما تسببت في خسارة الكثير من الانتخابات ».
وفي سياق قرار حل البرلمان، أكد ماكرون أن هذا القرار كان في مصلحة البلاد، ويمثل إشارة واضحة وثقة كبيرة في الشعب الفرنسي. ودعا الفرنسيين إلى عدم الخوف والمشاركة في الانتخابات، معتبرًا أن هذه الخطوة ستوضح الوضع السياسي في البلاد.
هذا التطور يعكس تعقيدات المشهد السياسي الفرنسي، حيث يواجه ماكرون تحديات كبيرة من اليمين المتطرف، في ظل سعي المعارضة اليمينية لتوحيد صفوفها، مما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل السياسة في فرنسا.