تشير التطورات الأخيرة في مجال الروبوتات إلى تقدم هائل في قدراتها وتطبيقاتها، حيث بدأت شركة “بي إم دبليو” في اختبار روبوت متطور يشبه الإنسان في مصانعها. هذا الروبوت، الذي تم تطويره بواسطة الشركة الناشئة “فيغر” ويحمل اسم “فيغر 02″، نجح في تنفيذ مهام معقدة كانت تتطلب سابقًا تدخلًا بشريًا، مثل وضع أجزاء من الصفائح المعدنية داخل هياكل السيارات.

ما يميز الروبوت “فيغر 02” هو قدرته على العمل باستقلالية تامة، مع دقة وحساسية استثنائية تمكنه من التعامل مع عمليات الإنتاج الدقيقة. يُعتبر هذا الروبوت جزءًا من سلسلة من الابتكارات التي تهدف إلى أتمتة المهام التي يقوم بها البشر في أماكن العمل. ويمثل ذلك خطوة كبيرة نحو توسيع استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر في مختلف القطاعات، بما في ذلك الإنتاج، وخدمة العملاء، وحتى الرعاية الصحية.
يختلف هذا النوع من الروبوتات عن الروبوتات الصناعية التقليدية بقدرته على التفاعل مع البشر، التكيف مع بيئات العمل الديناميكية، والعمل بصورة مستقلة. ومن المتوقع أن يكون لهذه الروبوتات دور كبير في مواجهة نقص الأيدي العاملة عالميًا، حيث تستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى مثل تسلا وأمازون ومايكروسوفت مليارات الدولارات في تطوير هذه الآلات المتقدمة.
تجربة “بي إم دبليو” ليست سوى جزء من توجه أوسع في الصناعة، حيث تتحرك شركات عالمية أخرى مثل هيونداي، التي استحوذت على “بوسطن دينامكس”، نحو استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر في مختلف المجالات. هذا التطور قد يشير إلى مستقبل يكون فيه الروبوت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، سواء في العمل أو في المنزل.