شهدت جنوب أفريقيا اليوم الأربعاء بدء عملية التصويت في انتخابات تعتبر حاسمة وقد تؤدي إلى تحول سياسي كبير إذا فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم أغلبيته البرلمانية، كما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة. هذه الانتخابات تكتسب أهمية خاصة نظراً للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، مما يعزز من حدة التنافس السياسي.
حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يواجه تحدياً كبيراً
وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، الذي يقود البلاد منذ نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، احتمال فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة. إذا لم يتمكن الحزب من الحصول على أكثر من 50% من الأصوات، سيضطر إلى تشكيل ائتلاف حاكم مع أحزاب أخرى، وهو ما لم يحدث منذ صعود نيلسون مانديلا إلى السلطة.
المعارضة تسعى لاستغلال الاستياء الشعبي
حزب “المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية” (EFF)، أحد أبرز الأحزاب المعارضة، يسعى لاستغلال غضب الفئات الفقيرة من النخبة السياسية الحاكمة. استطلاعات الرأي تشير إلى أن حوالي 10% من الناخبين يرون في حزب EFF خياراً جديراً بالتصويت، مما قد يزيد من فرصه في تحقيق نتائج إيجابية.
عملية الاقتراع ومشاركة واسعة
افتتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش وستظل مفتوحة حتى الساعة السابعة مساءً. ويشارك الناخبون في اختيار 9 مشرعين محليين وأعضاء البرلمان الوطني الذين سيقومون بدورهم بانتخاب الرئيس القادم للبلاد. تشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 27 مليون ناخب مسجل من بين السكان البالغ عددهم حوالي 62 مليون نسمة، مما يعكس مشاركة واسعة في هذه الانتخابات.
من المتوقع أن تبدأ مفوضية الانتخابات في إصدار النتائج الجزئية بعد ساعات قليلة من إغلاق مراكز الاقتراع، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في غضون 7 أيام. هذه النتائج قد تشهد أول تحالف حاكم في تاريخ جنوب أفريقيا الحديث إذا لم يتمكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من تحقيق الأغلبية المطلقة.
هذه الانتخابات قد تشكل نقطة تحول في السياسة الجنوب أفريقية، حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة تتطلب قيادة قوية وتعاونية. ستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل جنوب أفريقيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.