أثار تحليل لمومياء مصرية شهيرة تُعرف باسم « المرأة الصارخة » جدلاً كبيرًا بعد اكتشاف أنها تم تحنيطها دون نزع الأعضاء، وهو أمر يخالف النمط السائد للتحنيط في فترة المملكة الحديثة بمصر القديمة (1550-1069 قبل الميلاد). حيث كان من المعتاد إزالة جميع الأعضاء باستثناء القلب.
الاكتشاف
قادت الدكتورة سحر سليم، الأستاذة بقسم الأشعة بمستشفى القصر العيني جامعة القاهرة، دراسة بحثية أظهرت أن « المرأة الصارخة » تم تحنيطها مع وجود أعضاء الدماغ والحجاب الحاجز والقلب والرئتين والكبد والطحال والكلى والأمعاء. وجاء هذا الاكتشاف بعد دراسة مومياوتين أخريين أقل شهرة من نفس العصر، وكانتا أيضًا محنطتين بكامل الأعضاء.
تفسير الاكتشاف
وصفت سليم الاكتشاف بأنه يشير إلى وجود نمط مختلف للتحنيط في المملكة الحديثة. وأشارت إلى استخدام مواد باهظة الثمن مثل العرعر واللبان في عملية التحنيط، مما يدل على تقدير واحترام كبيرين للمومياء.
الجدال حول الاكتشاف
- زاهي حواس: وزير الآثار الأسبق، يرى أن عملية التحنيط لم تكتمل ولم يتم تحنيطها تحنيطًا كاملاً رغم استخدام المواد باهظة الثمن.
- بسام الشماع: كاتب علم المصريات، يؤيد أن هذا الاكتشاف يشير إلى نمط مختلف للتحنيط، ويرى أنه من أهم الاكتشافات في القرن الـ21.
تحليل المواد
استخدمت الدراسة تقنيات مثل المجهر الإلكتروني الماسح، ومطيافية تحويل فورييه للأشعة تحت الحمراء، وتحليل حيود الأشعة السينية لتحديد المواد. وكشف التحليل أن المرأة الصارخة قد تم تحنيطها باستخدام العرعر واللبان، وتم معالجة شعرها بالحناء والعرعر، مما يشير إلى أنها كانت شخصية مرموقة.
أسباب التحنيط المختلف
اقترحت سليم أن صراخ المومياء قد يكون ناتجًا عن « تشنج جثثي »، مما يعني أنها ماتت وهي تصرخ من « العذاب أو الألم »، وهو شكل نادر من تصلب العضلات يرتبط بالوفيات العنيفة.
المستقبل
تعهدت سليم بمزيد من الفحص والدراسات المستقبلية لفهم الأسباب والظروف التي دفعت إلى استخدام هذا النمط من التحنيط.


