عبارة “إنه الاقتصاد يا غبي” التي أطلقها سياسي أمريكي في التسعينيات تلخص رؤية فريق من خبراء السياسة بأن الأوضاع الاقتصادية تحسم دائماً السباقات الانتخابية في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تثير النقاشات الحادة والتظاهرات حول حرب غزة قبل الانتخابات الرئاسية تساؤلات حول مدى صحة هذه النظرية، وإلى أي مدى تلعب قضايا الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا في الانتخابات الأمريكية.
انتخابات 1948: ترومان وإسرائيل
تُعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1948 من أكثر الانتخابات تشويقًا في تاريخ البلاد. الرئيس الديمقراطي هاري ترومان، الذي كان يسعى لولاية جديدة، واجه تحديات كبيرة، حيث كانت استطلاعات الرأي تظهر تقدم منافسه الجمهوري توماس ديوي. في تلك السنة، شهدت منطقة الشرق الأوسط تأسيس دولة إسرائيل والحرب العربية-الإسرائيلية الأولى. وقد اعترف ترومان بإسرائيل بعد 11 دقيقة من إنشائها، وهو قرار يرى بعض المؤرخين أنه جاء لجذب أصوات الناخبين اليهود في الانتخابات، خاصة في ولاية نيويورك.
اغتيال روبرت كينيدي عام 1968
بعد 20 عامًا، عاد الشرق الأوسط إلى الساحة الانتخابية الأمريكية بشكل غير مباشر. قُتل روبرت كينيدي في يونيو 1968 على يد سرحان سرحان، المهاجر الفلسطيني، الذي أرجع جريمته إلى إعلان كينيدي نيته بيع طائرات حربية إلى إسرائيل. هذا الحدث، إلى جانب التورط الأمريكي في حرب فيتنام، أثر على نتائج الانتخابات، مما ساهم في فوز ريتشارد نيكسون.
أزمة الرهائن الإيرانية عام 1979
أثناء سعيه لولاية ثانية في انتخابات 1980، واجه الرئيس جيمي كارتر تحديًا كبيرًا بسبب الثورة الإيرانية واحتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران. فشل عملية “مخلب النسر” لإنقاذ الرهائن، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المحلية، أضعف موقف كارتر وأدى إلى فوز رونالد ريغان في الانتخابات.
بينما تلعب الأوضاع الاقتصادية دورًا محوريًا في الانتخابات الأمريكية، فإن قضايا الشرق الأوسط كانت حاضرة في بعض الانتخابات الرئاسية وتركزت بشكل كبير في أوقات الأزمات. من اعتراف ترومان بإسرائيل إلى أزمة الرهائن الإيرانية، يتضح أن الشرق الأوسط له تأثير ملموس على السياسة الانتخابية الأمريكية، مما يجعل هذه المنطقة جزءًا لا يتجزأ من الحملات الانتخابية وتوجهات الناخبين الأمريكيين.
