مزارعون فرنسيون يحتجون ضد اتفاق التجارة مع ميركوسور

0
18

خرج المزارعون الفرنسيون يوم الإثنين في مسيرات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد، معبرين عن رفضهم الشديد لاتفاق التجارة المقترح بين الاتحاد الأوروبي وأربع دول من أمريكا اللاتينية. وقد حذر المزارعون من أن هذا الاتفاق يهدد سبل معيشتهم بشكل خطير. وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تقود الحكومة الفرنسية حملة قوية ضد المصادقة على اتفاقية التجارة مع تكتل ميركوسور الذي يضم الأرجنتين، البرازيل، باراغواي، وأوروغواي، وهو الاتفاق الذي سيؤدي إلى إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم.

الحركات الاحتجاجية في فرنسا

بدأت التحركات الجديدة للمزارعين الفرنسيين احتجاجًا على اتفاق التجارة المقترح، بعد أن نظمت مزارعون في مختلف أنحاء أوروبا، بما في ذلك فرنسا، احتجاجات في الشتاء الماضي. وكان الهدف من هذه الاحتجاجات تسليط الضوء على قائمة طويلة من الأعباء التي تؤثر سلبًا على إيرادات المزارعين، مما يزيد من صعوبة حياتهم اليومية.

وقد نظم المزارعون العشرات من المسيرات في مختلف أنحاء البلاد، حيث عبروا عن استيائهم وقلقهم من تبعات هذا الاتفاق.

الموقف الفرنسي ضد اتفاقية ميركوسور

وفي سياق هذه الاحتجاجات، أعلنت الحكومة الفرنسية عن موقفها الرافض للاتفاقية، حيث تقود فرنسا الحملة ضد المصادقة على اتفاقية التجارة مع ميركوسور. ويُنظر إلى المصادقة على هذه الاتفاقية باعتبارها خطوة نحو إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للمزارعين الفرنسيين الذين يخشون أن يؤثر الاتفاق سلبًا على صناعة الزراعة المحلية.

تصريحات الرئيس ماكرون في الأرجنتين

خلال زيارته للأرجنتين قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن موقف بلاده الرافض للاتفاقية. حيث أكد ماكرون للصحافيين في مطار بوينوس آيرس أن فرنسا لن توقّع على معاهدة ميركوسور بصيغتها الحالية، مشددًا على أهمية ضمان العدالة للمزارعين الفرنسيين في أي اتفاقية تجارية.

من ناحية أخرى، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى ضرورة إبرام الاتفاق بعد أكثر من عشرين سنة من المفاوضات. وقال شولتز في تصريحات له على هامش قمة مجموعة العشرين: “نحن بحاجة إلى مزيد من اتفاقيات التجارة الحرة، فالعالم يتغير”، مما يعكس الموقف الأوروبي المؤيد للاتفاق.

مطالب المزارعين الفرنسيين

على الرغم من أن المظاهرات كانت في الغالب رمزية، إلا أن المزارعين الفرنسيين أكدوا أنهم مستعدون لزيادة الضغط في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وقد شارك حوالي 300 مزارع في احتجاجات شهدتها بلدة لو-كانيه-دي-مور في جنوب شرق فرنسا، حيث رفعوا لافتات تحمل رسائل قوية مثل “أوقفوا الوعود وابدأوا بالأفعال” و”ماكرون، الزراعة في بلدك تموت وأنت تبحث في مكان آخر”.

يظل مستقبل المزارعين الفرنسيين في مواجهة هذه التحديات غير واضح. فبينما تصر الحكومة الفرنسية على معارضتها لاتفاق التجارة مع ميركوسور، يبقى الضغط الشعبي مستمرًا، مع تصاعد دعوات المزارعين لضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية مصالحهم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا