بعد 12 يومًا من المواجهات المباشرة بين إيران وإسرائيل، أعلن الطرفان وقف إطلاق النار، وكل منهما يؤكد تحقيق “انتصار كبير” على الآخر. لكن خلف هذه التصريحات، لا تزال الأسئلة كثيرة والمشهد الإقليمي ضبابيًا.
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وصف ما حدث بأنه “نصر عظيم” ووجّه رسالة إلى الشعب الإيراني قال فيها: “لقد انتهت الحرب التي فُرضت علينا من قبل إسرائيل، بعد مقاومة بطولية سطرها شعبنا العظيم”. في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل حققت “انتصارًا تاريخيًا”، مضيفًا أن الحملة العسكرية “أزالت التهديد النووي والصاروخي الإيراني”.
وخلال العملية التي سُميت في إسرائيل “عملية الأسد الصاعد”، شُنت ضربات على مواقع نووية في أصفهان ونطنز وآراك، وقُتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين. وشارك الجيش الأمريكي بقصف منشأة فوردو النووية تحت الأرض، ما شكّل دعمًا مباشرًا نادرًا من واشنطن.
لكن تقارير استخباراتية أمريكية تساءلت عن مدى فاعلية هذه الضربات، وأشارت إلى أن البرنامج النووي الإيراني تأخر بضعة أشهر فقط، إذ يُعتقد أن طهران نقلت مخزونًا من اليورانيوم المخصب قبل القصف.
الحرب أسفرت عن مقتل 610 أشخاص في إيران، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 4700 آخرين، بحسب وزارة الصحة الإيرانية. أما في إسرائيل، فقتل 28 شخصًا نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية.
ورغم وقف إطلاق النار، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى أن المواجهة “دخلت مرحلة جديدة”، وأن “الحملة ضد إيران لم تنتهِ بعد”.
وفي تطور لافت، أعلنت إيران استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأكدت على حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، بينما دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تعاون فوري من جانب طهران.
وهكذا، يبدو أن الحرب قد انتهت ميدانيًا، لكن آثارها السياسية والاستراتيجية ما زالت تتفاعل، في منطقة لا تعرف الاستقرار طويلًا.