إيران تُكثف من ترحيل الأفغان بعد الحرب مع إسرائيل

0
472

في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، بدأت السلطات الإيرانية في تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان المقيمين بصفة غير قانونية. فقد تم ترحيل أكثر من 256 ألف شخص منذ بداية يونيو 2025، بينهم نساء وأطفال، بحسب ما أفادت به المنظمة الدولية للهجرة (OIM)، والتي سجلت وحدها يوم 25 يونيو عبور أكثر من 28 ألف أفغاني الحدود نحو أفغانستان.

ويشير مركز صموئيل هول للدراسات حول الهجرة إلى أن هذا التصعيد يتزامن مع نهاية الصراع مع إسرائيل، مما يعكس، حسب المركز، سياسة قمعية تتخفى وراء مبررات الأمن القومي. وقد اتهمت طهران علنًا عدة أفغان بالتجسس لصالح إسرائيل، وتم عرض ما قيل إنها « اعترافات » لمعتقلين على التلفزيون الرسمي، وهي ممارسة طالما انتقدتها منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية.

نساء وأسر كاملة ضمن المُرحّلين

أثارت الأمم المتحدة قلقها من هذه التحولات المقلقة في سياسة الترحيل، خاصة بعد أن بدأت إيران بإبعاد أسر كاملة، بما في ذلك النساء الشابات. ففي السابق، كان التركيز ينصب على ترحيل الرجال العازبين فقط.

أزمات اقتصادية وتبريرات حكومية

تُشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن هناك نحو 3.8 ملايين أفغاني في إيران، بينهم لاجئون ومهاجرون غير شرعيين. وتقدّر السلطات الإيرانية العدد بأكثر من 6 ملايين. وفي الفترة ما بين مارس 2024 ومارس 2025، تؤكد الحكومة أنها رحّلت أكثر من 1.2 مليون شخص.

وتُبرر طهران هذه الإجراءات بالضغوط الاقتصادية وارتفاع نسبة التضخم الذي تجاوز 30% منذ عام 2020، مدعيةً أن الخدمات العامة لم تعد قادرة على استيعاب هذه الأعداد.

الأفغان.. كبش فداء

لكن مراقبين يرون أن المهاجرين الأفغان أصبحوا كبش فداء للأزمات الداخلية في إيران. فبحسب الباحثة سيمين كاظمي، فإن الإعلام الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تبث خطابًا معاديًا للمهاجرين، يتهمهم بسرقة فرص العمل، فيما يُفضلهم بعض أصحاب العمل لأنهم لا يتمتعون بأي حماية قانونية.

وتخشى المنظمات الإنسانية من تصاعد الترحيلات في الأيام المقبلة، خاصة بعد أن حددت إيران تاريخ 6 يوليو كمهلة نهائية لمغادرة جميع الأفغان غير الشرعيين، وهو ما قد يتسبب في كارثة إنسانية جديدة على الحدود مع أفغانستان.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا