كشفت دراسة جديدة استنادًا إلى أدلة مسجلة في جذوع الأشجار العتيقة أن الصيف الماضي كان أشد فصول الصيف حرارة في نصف الكرة الشمالي منذ 2000 عام. بالفعل، تم التأكد من أن العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق على مستوى العالم بفارق كبير، على الأقل منذ عام 1850، بسبب تغير المناخ.
الحلقات السنوية في أشجار العصور القديمة تظهر الآن كيف كانت درجات الحرارة الحارقة غير مسبوقة في العام الماضي. وقد وجد العلماء أن درجات الحرارة خلال فصول الصيف في العام الماضي كانت أعلى بنحو 4 درجات مئوية مقارنة بأقل درجة حرارة شهدها الصيف منذ ألفي عام.
باستخدام عينات من أشجار الصنوبر والأرز والسنديان وغيرها، استطاع الباحثون تحديد درجات الحرارة خلال الصيف في أوروبا وآسيا لعدة آلاف من السنوات الماضية. واستنتاجاتهم تظهر أن صيف عام 2023 كان أشد حرارة بفارق كبير عن السنوات السابقة، بمقدار يصل إلى 2.07 درجة مئوية.
على الرغم من أن الأنشطة البشرية تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الارتفاع الحراري، إلا أن العلماء يلاحظون أيضًا دور ظاهرة النينو في زيادة درجات الحرارة. وتعد حلقات الأشجار مصدرًا قيمًا لفهم تغيرات المناخ على مر العصور، حيث تسجل معلومات تفصيلية لحالة المناخ كل عام أثناء نموها.
من المهم أن نتخذ خطوات فورية للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لأن كلما طال الانتظار، زادت تكلفة الأمر وأصبح من الصعب تخفيف حدته أو حتى إيقافه.